مع تسارع الأحداث في بلدنا و مع التغييب القسري للحراك السياسي في الفترة الأخيرة لحكم الرئيس السابق، أرى من واجب و من واجب كل شخص إطلع و لو بصفة جزيئة على الحياة السياسية في تونس أن يحاول تبسيط المفاهيم و إعطاء المفاتيح اللازمة لفهم الوضع السياسي في تونس للشباب الذي أبرز عزيمة و إصرارا كبيرين على نيل الحرية لكنه يفتقر اليوم للأدوات اللازمة لفهم اللعبة السياسية و توظيف طاقاته في أحزاب و جمعيات و نقابات و غيرها من مكونات المجتمع المدني.
لذا سأحاول إعطاء نظرة محايدة (و ليست الوحيدة) لهذا الوضع السياسي في الوقت الراهن مع "سقوط" التجمع الدستوري الديموقراطي، كنت تحدثت من قبل عن التقسيم السياسي المتعارف عليها عالميا و هو "يمين/يسار" و لهذا أقدم لكم اليوم نظرة من ناحية الإيديولوجيا السياسية للوضع في تونس رغم صعوبة التحديد أحيانا
ــ اليمين المتطرف : و هو قانونيا إلى حد الأن شاغر، فكريا يدين بالولاء "للأمة الإسلامية" و يطمح عادة إلي تطبيق القرآن و السنة مكان الدستور و يرى في الجمهورية و الأحزاب و غيرها بدعا تتسبب في تأخر الدولة، عفوا، الأمة.
كان حزب النهضة بقيادة راشد الغنوشي من مناصري هذا التوجه الفكري، لكن موجة الإعتقالات و التقارب من اليسار قد يدفعهم إلى الإنحياز "يسارا" (سياسيا) و الإنخراط في عملية دمقرطة البلاد في إطار الجمهورية
ــ يمين اليمين إلى اليمين المعتدل : يجب هنا التذكير أنه من ناحية سياسة، كان التجمع الدستوري الديموقراطي مالئً كل المجال من يمين اليمين إلى الوسط و حتى ويسار الوسط
في حال إنقسام الحزب الحاكم سيملأ هذا الفراغ حزبا جمهوريا محافظا و تتميز هذه الأحزاب عادة برفضها لكل أنواع التجديد على المستوى الثقافي و الإجمتاعي و السياسي و قد تشوبها أيضا خلفيات دينية تدعو إلى الحد من الحريات الخاصة و العامة
ــ اليمين الليبيرالي: و وهو ماكان يحكم الإقتصاد التونسي في ظل الحكم السابق و هو ما يعني التشجيع على الإستثمار الخاص و التفريط في الشركات الحكومية بإعتبار أن الدولة "متصرف سيئ" و لا يجب الخلط بين البيع للخواص و البيع للعائلة المالكة و هو ما كان كارثيا على الإقتصاد التونسي في الفترة السابقة، من الناحية الإجتماعية تتميز هذه الأحزاب بليبراليتها دون أن تكون تقدمية في الغالب، فلا تطالب بإلغاء الإعدام و بالمساواة في الإرث مثلا
اليسارو يمكن تحديده حسب نسبة مداخيل الدولة التي ترصد من أجل المصاريف الإجتماعية (كالصحة و التعليم و النقل)، فمثلا لا يمكن الحديث تقنيا عن يسار في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في تونس فالأطياف السياسية متعددة و كثيرة و ذلك للثقل التاريخي الذي كان يملكه اليسار التونسي منذ الإستقلال، و رغم الإرث الشيوعي لغالبية هاته الأحزاب يمكننا تقسيمها بطريقة غير دقيقة إلى يسار و أقصى يسار
ــ اليسار: و كما قلت سابقا، يخصص نسبة كبيرة من مداخيله من أجل التغطية الإجتماعية، و يغلّب الإستثمار من أجل الأنسان و تكون هذه الحركات مثلا من أجل تنظيم أكبر للسوق و رفع للمراسيم للمؤسسات الكبرى، ضرائب عالية على الأغنياء إلخ... كما تكون هذه الأحزاب عادة تقدمية و تطالب بإصلاحة إجتماعية جذرية و تدعم الحريات الشخصية بصفة عامة، و يمثلها اليوم في تونس الحزب الديموقراطي التقدمي و الحزب اليساري الإشتراكي و المؤتمر من أجل الجمهورية و التجديد
ــ أقصى اليسار أو اليسار الراديكالي و يتمثل أساس في حزب العمال الشيوعي التونسي و يمكن أن نضيف تعسفا الأحزاب الإيكولوجية، و هي على ثورية أفكارها و شبه إستحالة تطبيق برامجها في عالم يعيش الرأسمالية و أقتصاد السوق بشكل مطلق، فإنها تستقطب عددا كبيرا من الأشخاص بسبب قوة ضغطها على الحكومات و قدرتها على إبراز مساوئ أنظمة الحكم القائمة (في العالم بصفة عامة) على الإستثراء الفردي و الفروق الإجتماعية الكبيرة و عادة ما تكون أحزاب اليسار مرتبطة بالنقابات و مدافعة عن العمال و حقوقهم
هذه لمحة أيديولوجية للمشهد السياسي التونسي اليوم و نطرة لما يمكن أن ينتظرنا في القريب العاجل، كما أنصحكم بزيارة هاته المدونة الصديقة لمزيد من المعلومات و التحاليل العميقة
لذا سأحاول إعطاء نظرة محايدة (و ليست الوحيدة) لهذا الوضع السياسي في الوقت الراهن مع "سقوط" التجمع الدستوري الديموقراطي، كنت تحدثت من قبل عن التقسيم السياسي المتعارف عليها عالميا و هو "يمين/يسار" و لهذا أقدم لكم اليوم نظرة من ناحية الإيديولوجيا السياسية للوضع في تونس رغم صعوبة التحديد أحيانا
ــ اليمين المتطرف : و هو قانونيا إلى حد الأن شاغر، فكريا يدين بالولاء "للأمة الإسلامية" و يطمح عادة إلي تطبيق القرآن و السنة مكان الدستور و يرى في الجمهورية و الأحزاب و غيرها بدعا تتسبب في تأخر الدولة، عفوا، الأمة.
كان حزب النهضة بقيادة راشد الغنوشي من مناصري هذا التوجه الفكري، لكن موجة الإعتقالات و التقارب من اليسار قد يدفعهم إلى الإنحياز "يسارا" (سياسيا) و الإنخراط في عملية دمقرطة البلاد في إطار الجمهورية
ــ يمين اليمين إلى اليمين المعتدل : يجب هنا التذكير أنه من ناحية سياسة، كان التجمع الدستوري الديموقراطي مالئً كل المجال من يمين اليمين إلى الوسط و حتى ويسار الوسط
في حال إنقسام الحزب الحاكم سيملأ هذا الفراغ حزبا جمهوريا محافظا و تتميز هذه الأحزاب عادة برفضها لكل أنواع التجديد على المستوى الثقافي و الإجمتاعي و السياسي و قد تشوبها أيضا خلفيات دينية تدعو إلى الحد من الحريات الخاصة و العامة
ــ اليمين الليبيرالي: و وهو ماكان يحكم الإقتصاد التونسي في ظل الحكم السابق و هو ما يعني التشجيع على الإستثمار الخاص و التفريط في الشركات الحكومية بإعتبار أن الدولة "متصرف سيئ" و لا يجب الخلط بين البيع للخواص و البيع للعائلة المالكة و هو ما كان كارثيا على الإقتصاد التونسي في الفترة السابقة، من الناحية الإجتماعية تتميز هذه الأحزاب بليبراليتها دون أن تكون تقدمية في الغالب، فلا تطالب بإلغاء الإعدام و بالمساواة في الإرث مثلا
اليسارو يمكن تحديده حسب نسبة مداخيل الدولة التي ترصد من أجل المصاريف الإجتماعية (كالصحة و التعليم و النقل)، فمثلا لا يمكن الحديث تقنيا عن يسار في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في تونس فالأطياف السياسية متعددة و كثيرة و ذلك للثقل التاريخي الذي كان يملكه اليسار التونسي منذ الإستقلال، و رغم الإرث الشيوعي لغالبية هاته الأحزاب يمكننا تقسيمها بطريقة غير دقيقة إلى يسار و أقصى يسار
ــ اليسار: و كما قلت سابقا، يخصص نسبة كبيرة من مداخيله من أجل التغطية الإجتماعية، و يغلّب الإستثمار من أجل الأنسان و تكون هذه الحركات مثلا من أجل تنظيم أكبر للسوق و رفع للمراسيم للمؤسسات الكبرى، ضرائب عالية على الأغنياء إلخ... كما تكون هذه الأحزاب عادة تقدمية و تطالب بإصلاحة إجتماعية جذرية و تدعم الحريات الشخصية بصفة عامة، و يمثلها اليوم في تونس الحزب الديموقراطي التقدمي و الحزب اليساري الإشتراكي و المؤتمر من أجل الجمهورية و التجديد
ــ أقصى اليسار أو اليسار الراديكالي و يتمثل أساس في حزب العمال الشيوعي التونسي و يمكن أن نضيف تعسفا الأحزاب الإيكولوجية، و هي على ثورية أفكارها و شبه إستحالة تطبيق برامجها في عالم يعيش الرأسمالية و أقتصاد السوق بشكل مطلق، فإنها تستقطب عددا كبيرا من الأشخاص بسبب قوة ضغطها على الحكومات و قدرتها على إبراز مساوئ أنظمة الحكم القائمة (في العالم بصفة عامة) على الإستثراء الفردي و الفروق الإجتماعية الكبيرة و عادة ما تكون أحزاب اليسار مرتبطة بالنقابات و مدافعة عن العمال و حقوقهم
هذه لمحة أيديولوجية للمشهد السياسي التونسي اليوم و نطرة لما يمكن أن ينتظرنا في القريب العاجل، كما أنصحكم بزيارة هاته المدونة الصديقة لمزيد من المعلومات و التحاليل العميقة
Le conservatisme/libéralisme en politique se joue généralement sur deux axes : économique et socio-politique. Dans ta description, qui reste un premier effort louable, tu sembles alignés tous les courants sur un seul axe.
RépondreSupprimerJe te propose qu'on corrige en s'inspirant de la segmentation en bas de la page sur ce lien (que je juge un test assez intéressant)
http://ami.du.laissez-faire.eu/_test1.php5
تعليقي سيكون على ما سميته باليمين المتطرف. أرى أنك أخطأت خطأ جذريا بقصد أو بغير قصد (رغم قولك أن نظرتك محايدة). وخطؤك ليس في وصف هذا القسم ولكن في ضمك حركة النهضة إليه.
RépondreSupprimerفحركة النهضة (وأنا لست من روادها) لم تدع يوما إلي تطبيق القرآن و السنة مكان الدستور، ولا ترى في الجمهورية و الأحزاب و غيرها بدعا ( انبهك في تعليقك إن هذه البدع تتسبب في تأخر الدولة انك لم تكن محايداً بالمرة)، بل على العكس تماما فهي تدعو إلى دعم النظام الجمهوري وأسسه وصيانة المجتمع المدني وتحقيق مبدأ سيادة الشعب كما يبينه ألفصل الأول من قانونها الأساسي، حتى أنها شاركت في إنتخابات 1989.
فلذا أنا أدعوك، إن كنت تريد تقديم عمل نزيه ومحايد أن تقوم بجهد أدنى لتطلع على مبادئ هذه الحركة وغيرها قبل التفوه بمعلومات مغلوطة : http://www.nahdha.info/arabe/Sections-artid-97.html