Libre-penseur, rationaliste et humaniste, je me définis comme un optimiste
qui a une grande foi en l'Homme et ses capacités à faire du bien, mais ne néglige pas
les dangers que peuvent générer tous les obscurantistes du monde entier...

lundi 31 août 2009

لماذا يعشق التونسي التثمين و الإكبار و الشكر و الإمتنان؟

3 commentaires
السؤال هذا نعرتبرو مهم برشة خاطر توة؛ رغم مرور أسبوع على تقديم سيادته ترشحه؛ فإنو التلفزة التونسية مازلت قاعدة تتحف فينا بمظاهر الفرح و الغبطة و السرور في ربوع البلاد التونسية شكرا و إمتنانا لسيادته الذي لبى نداء الواجب و هب لنصرة الديمقراطية و التعددية و الصداقة بين الشعوب.

صحيح أنو منطقيا الإنسان يتسائل إذا كانت العباد هذي فرحانة بتقديم الترشح و إلا بإنتصار سيادته حفظه الله و رعاه في الإنتخابات بصفة مبكرة و إلا سبب أخر لا يعلمه إلا الحزب، على خاطر هو وافق على أنو يكون مرشح الحزب منذ سنة، و الإنتخابات في أكتوبر، يعني مبعد 3 شهور، و عملية تقديم الترشح ماهي إلا عملية شكلية ما تتطلبش ها القاوق و الهيلمان هذا الكل. أما مش مشكلة، تبقى تونس ديما بلد الفرح الدائم و الحاجة اللي تنقى 5 دقايق في بلدان أخرى تشد عندنا نهارين، على سبيل الذكر لا الحصر، الإشهار في التلفزة، تطليع ورقة من إدارة، تصليح ثنية رئيسية في البلاد إلخ، إذن مظاهر الإبتهاج لازم منها، أما يا بو ڨلب، تبقى سبعة أيام و سبعة ليالي تقولش عليه طهور ولد الشوكو (نتصور إني المدون الوحيد اللي عاجبو هالمسلسل)، الحكاية أكيد فيها إن!

أول حاجة لازم نعملوها هي أنا نستبعدو العباد اللي متنفعين بطريقة مباشرة من النظام الحالي، أو لنقل أعمدته، مثلا الوزير و إلا الوالي لازم يكون بالطبيعة فرحان، و نتصورهم، حتى لو كان عددهم كبير (هذا مستبعد) ما يبينوش فرحتهم بالشطيح و الرديح بسبب مكانتهم الإجتماعية و قربهم من النظام.

يقول القايل مالا شكون اللي فرحان بالوضعية هذي؟

باش نحاول نعطيكم بعض أمثلة تلاحضو بيها العدد الرهيب متاع العباد اللي مستنفعين بالوضع، مع إحترامي لكل إنسان شريف و ما زال عندوجانب من الوطنية و المسؤولية (من المعلمين و الموظفيين و رجال الأعمال إلخ)

* الموظف اللي في القطاع العمومي و اللي عندو علاقة مباشرة بالمواطن (بوسطة، بلدية). السيد هذا حافظ كلمة أرجع غدوة و عندو كي صباح الخير، بأنقص واحد يكسرلو راسو، هذا إذا كان كركار برك، أما إذا كان من أحباء خميس و عاشور (مش الناجي، ههه) فإنو مصروف زايد ما يقولش عليه لا، صحيح هذي أقلية، لكن الأغلبية تفضل أنها "تقيد مزية" من أجل أشياء مفروضة عليهم في إطار خدمتهم، و شاسية هذا على راس هذكا و إخدمني توة نخدمك مبعد، إذن غياب وعي إجتماعي و تفشي البيروقراطية حاجة باهية بالنسبة ليهم

* الموظف اللي ما عندوش علاقة مباشرة بالمواطن، عندو خط دفاع أول ضدو حكينا عليه أعلاه، السيد هذا في الوضع الحالي ينجم يقرى الجرايد و يحكي على الكورة و على إيران و أوباما من غير ما يقلقو حد، يخرج يقضي مصالحو في أوقات العمل، و إلا يقضيهم في وسط الخدمة : تفريك جلبانة، تقطيع معدنوس إلخ، كيما خوه السيد هذا يعجوب الوضع ما يخرجش منو مهما كانت الأسباب

* سلك التعليم، ونتمنى أني ما نجرح حد بكلامي و تفهموني بالباهي : الناس الكل تعرف مستوى التعليم في تونس و فاش قاعد يخرج، الناس اللي قرات في ظل التعليم هذا (بكل جدية و تفاني) و ولات مسؤولة عن التدريس في مختلف مراحلو، زيدهم شوية مساعدات خارجية في الكاباس، الناس هذي ماعندهاش المستوى و البيداغوجية اللازمين لإعداد شباب قادر على حمل مسؤليات مستقبلية، ولذا أي تغيير في إتجاه إصلاح التعليم (اللي تقوم عليه سياسة البلاد كاملة عندنا) يؤدي بالضرورة إلى كشف نواقصهم و بالتالي ما يساعدهمش.

* أي شخص عندو علاقة بالأسواق العمومية ( البتات، المقاولات، المشاريع) لأنو في الوضع الراهن المناقصات و المزادات ما يبقى عندها حتى معنى، المهم مشي بعض حاجة للمسؤول و المارشي اللي تحب عليه تاخوه.

* زيد على ذلك شوية سقط متاع و حثالة قاعدة تتمعش من خيرات أسيادها، تلقى أنو نسبة كبيرة من التوانسة عاجبها الوضع، بقات كان شرذمة (نعتبر روحي منهم) يفضلو الشفافية و غياب المحسوبية وحرية التعبير عفانا و عفاكمالله، حتى إخوتنا الملتحيين ماعادش مقلقهمس شي بسبب صعود ف.ص.م. على الساحة.

ملاحظة هامة جدا : ما نقصدش اللي التوانسة الكل مرتشين و كركارة، أما تعرفو أنو عصمة حارمة تفسد بلاتو كامل، و هاهو مثال تصويري للعملية (خيالي بالطبع)
ـ فمة 3 شبابيك متاع تعريف بالإمضاء، 1 & 2 ناس عاديين أما موش خفاف بما فيه الكفاية، رقم 3 حاذق، خدام و سريع أما يقبض، تولي عليه زحمة خاتر التونسي يفضل أنو قضيتو تتقضى بسرعة، كيف يفيقو بيه 1&2، عوض أنهم ياخذو عليه كان السرعة في العمل و بالتالي الناس الكل تهجرو، التفكير التونسي السليم يخليهم في مرحلة أولى ياخذو عليه السرعة و الرشوة (علاش كان هو يقبض) و سرعان ما ياخذ عليهم هو التكركير و النوم.

vendredi 28 août 2009

نفخات رمضانية 3

4 commentaires
اليوم الجزء الثالث و نتصور الأخير متاع النفخات الرمضانية، نتمنى أني ما نفختهملكمش برشة، ممكن زادة تطلعلي الهبة بنت الهبة (الحقيقية مش متاع سي عباس) و نتحفكم بجزء رابع، أما مانوعدكم بشيء، باش ما
تقولوش مبعد لم ينجز الحر ما وعد.

الجزء هذا بالطبيعة باش يحكي على أهم حاجة أو لنقل، سبب رمضان الأول ألا و هو الدين، مانيش باش نحل مزدوج فقهي على رمضان، أما باش نحاول نحكي على التصرفات الدينية متاع التونسة في الشهر الفضيل هذا.

* التونسي يصيم و يحب الناس الكل تصيم، خاصة الصغار، يحبو يدبسوهم من صغرهم
* التونسي كي يصيم كاينو جاب الصيد من وذنو، و اللي ما يصيمش يولي كخة و ما يجي شي
* التونسي اللي كان يفطر العام اللي فات و السنة صايم يولي يعطي في النصائح و المواعظ للناس الكل، حتى الصايمين منهم
* التونسي ما يحبش لعباد اللي تفطر مجبوره، مرضى السكر و الدم في تونس أكثر من مليون، لازمهم ما ياكلوش قدامهم حتى كان يموتو
* التونسي يفطر و يحشم باش يقول، رغم إقتناعو الشخصي بالقضية
* التونسي يبدى بالوعة متاع كحول أما في رمضان يبطل
* التونسي يفطر رمضان أما ما يشربش كحول
* التونسي ما يحبش شكون يشرب في رمضان، عيب كبير، تقولش عليه عيب صغير خارج أيام الصيام
* التونسي ما يقلقوش أنو يصلي صلاة المغرب برك نهار كامل
* التونسي ما يقلقوش زاده أنو يصلي كان التراويح
* التونسي في رمضان لازمو يقنع العباد باش تجي تصلي معاه التراويح، ممكن خاتر يفد وحدو
* التونسي اللي يولي يصلي في رمضان لازمو يعلن على الملأ صلاتو
* التونسي يتفكر القرآن كان في رمضان
* قراءة القرآن لازمها تكون جهرا و يا حبذا في البلكون ولا الفيراندا باش الجيران تشلق بيه
* التونسي عمرو ما يبطل التكحيل على البنات، حتى في رمضان، الفارق الوحيد اللي هو قبال كان يقول "يا عسل، يا سكر، يا دراجي"، أما توة يولي يقول أستغفر الله العظيم، اللهم إني صائم، و لاحظو معايا أنو في الحالتين ما عندو حتى تأثير على الطفلة كان تدريع الخواطر
* التونسية تبطل اللبسة المثيرة (إذا كان مازال فمة بنات تلبس هكة، على خاطر نتصورهم وفاو مل البلاد) و تولي تلبس دبش محتشم، أما ما يندل شي على خاتر التونسي ديما طالب القرب كي تبداش الطفلة لابسة شكارة
* التنشية زادة تنقص مالماكياج، أما عندها غلطة كبيرة هي أنها تنحي في نفس الوقت الديودوران (مزيل الرائحة) و معجون الأسنان، و هي في ذلك سيان مع الرجل، على خاطر أفتو أنهم يفطرو
* التونسي يولي يموت على الفتاوي في رمضان، ما تبلعش ريقك، ما تتجرحش، ما تحرقش ستوب و هات من هاك اللاوي من الخزعبلات
* التونسي ما يتفكر صلة الرحم كان في رمضان، عام 12 شهر ما يسئلش على بوه و أمو و ما يطلبهم كان في البداية و النهاية متاع رمضان
* التونسي يسمع السديسي ليلة سبعة و عشرين و ينوض يبكي و يغرد، ماو يا كازي علاش تعمل في العمايل المنحسة عام كامل و تخرج تأنيب الضمير كان وقتها؟
* التونسي يشري حوايج جديدة في العيد، يشري الحلو و المشروبات الغازية و يطلب الناس الكل يهنيهم، شكون فيكم شفتوه يفرح بحاجة تحفونة وقت اللي توفا؟

mercredi 26 août 2009

شكرا يا سيادة الرئيس!

5 commentaires
لقد لبى فارس تونس المغوار نداء الوطن و نهض لينهض بالبلاد و العباد!

بأبي أنت و أمي يا زين العرب و شكرا من أعماق قلبي على تقديمك ترشحك للإنتخابات الحرة القادمة!

mardi 25 août 2009

نفخات رمضانية 2

0 commentaires
مبعد ما حكينا على سيدك رمضان من الناحية التلفزية، اليوا باش نعرجو على مسألة التغيرات اللي تطرأ على التونسي في هالشهر على مستوى الشارع و التجارة بصفة عامة.

مبعد مدة نسبيا طويلة ماعديت فيها حتا نهار رمضان في تونس، رجعت السنا و لاحظت برشة خور و زيادات كبيرة في التصرفات اللامعقولة لدى التوانسة.
مثلا الغش و عيني عينك زادة، الجزار اللي متعود نقضي من عندو حاول باش يبيعلي برشني على أساس أنو علوش رغم اللي بعبوصو، طابعو و الوبر اللي عليه ما يخليو حتا شك في أنو جدي، السيد بدى يحلف و يتكتف : " وراس سيدي رمضان علوش"، أكيد رمضان هذا مايكون كان شيباني في حومتو، الجزار الثاني كيف كيف، أما هذا عوّر، يقصلي في اللحم من نعجة و يقلي علوش، نقولو وينهم مخاصيه (الكعابر تقول إنتي)، يقلي لا نحيناهم، صحيح هو ساعات تلقى رجال منغيرهم أما مش لهالدرجة، كيف خوه هذا زادة يحلف و أنا نقولو "ياخي صايم إنتي؟" و هو يزيد يحلف، أيا قلت الدعوة فيا ناخو شوية حوت، مرشي الحوت نحلف عليه أغلى من متاع فرانسا، كيلو الكروفات (جراد البحر) على 30 دينار مثلا، و مبعد يجيني واحد يقلي شهر إستهلاك و شهاوي، ماكونشي تتشهى بعينيك و تموت بقلبك، شريت اللي لزم و تعدي للمغازة، في الواقع 4 مغازات درت عليهم في أخر المطاف، في كل واحدة لازم باش تلقى برشة حاجات ناقضين، الماء، الحليب، العضام، السكر باش نذكر كان الحاجات الأساسية، و في كل واحدة تشد الصف 30 دقيقة بالقليلة، لازم زوز ولا ثلاثة مالناس يحاولو باش يغموك في الصف، اللي دازا فيها كبيرة و هيى ما تفوتش 40 عام، صحيح الخمار يغطي الشعر الأبيض أما يبقى ديما العمر باين، و السيد اللي في يدو حاجة ولا ثنين و يحب يتعدى قبلك خاتر إنتي عندك شاريو، الحق أنا ما عنديش إعتراضات مبدئية على أنا نخلي ناس ذات أولوية تتعدى قبلي، أما موش بالسيف عليك، مش يجي ياقف قدامك، إنتي تقللو شبيك و هو يقلك، ماو عندي حاجة برك. التصرفات هذي منتشرة على طول العام في بلادنا أما تكثر بصفة غريبة في الشهر المعظم.
أيا مبعد ما شطر الدم اللي عندي تنحى تعديت على وسط البلاد باش نشري الخبز، رمضان من غير خبز مبسس و زيتون و مدور ما يجيش رمضان، شقان الفطر مع السبعة، أنا كنت قدام الكوشة الأربعة متاع العشية، نلقى روحي قدام ستاد رادس نهار الدربي، البلاد كاملة مصبوبة، على الجنب عركة بين زوز رجال و لا حد معبرهم، السبب فهمتو مبعد و كان يتمثل في عفسان واحد على رجل الأخر، و حسب العباد الموجودين، الخبز خرج 3 مراة و الزويز هذاك مزال يتعارك، شديت ما يمكن تسميتو بصف، كيف العادة مناوشات بين لعباد اللي تكره الدز و تحب تتسربى بسرعة، و الخوروطو اللي يحب يدز و يشمم صناناتو للإنسانية الكل، بقيت أكثر من نص ساعة نستنى، شطرهم باش نكتشفو اللي فما عباد واقفة على الكونتوار و دزني و ندزك و ماهومش قاعدين يشريو في الخبز، شريت أخيرا اللي لازمني مبعد ما خليت جزء من كرامتي قدام الكوشة، في طريق العودة للدار، كماين الغلة و نصابي الحلويات و الجبونات و المشروبات تحصى و لا تعد، و كي العادة الناس الكل تشري و تكدس، خلطت للدار، نلقى روحي نسيت الملسوقة...


يتبع

Tous aux abris, la guerre commence!!!

2 commentaires
خسارة أنا كنت نتصوّر اللي رمضان من الأشهر الحرم، أما آش تحب تعمل، الناس اللي تهتري بالدين و متعصبة بيه هي أكثر ناس تجهلو.
أيا بخاطركم، خليني نفصع بجلدي خير ما يهبط عليا شهاب 4 ولا بدر 2

lundi 24 août 2009

نفخات رمضانية 1

0 commentaires
بعد يومين رمضان في تونس، قلت نعمل تدوينة صغيرونة نحكي فيه على ها الشهر اللي ما فيه من الفضيل كان الإسم...

كيف أي تونسي يحترم نفسو، رمضان بالنسبة ليا هو أولا المسلسل، مع المستوى المتواضع متاع الإنتاج الفني متاعنا واللي يعود أساسا إلى نقص في الإمكانيات التعبيرية متاع بلادنا، المهم، على الأقل في رمضان مع شوية مساعدات على ثلاث سوايع إشهار ينجمو يخرجو حاجة بوتابل (صالحة للشرب حاشا ها الشهر الفضيل ههههه).

مسلسل مكتوب 2، مع إنتاج من طرف هندي برود، ماشالله عليها هالشركة الحاصل، قوية برشة، في ظرف سنوات معدودة تمكنت باش تحتل مكانة كبيرة (99،99 %) من الساحة الإعلامية التونسية، عيني ما تضرها، المسلسل هاذا و الحق يقال خرج على الأقل من المعبوكة الكلاسيكية في المسلسلات التونسية و اللي تتمثل في الدوار و العربان و الأڨعار و محاولة وصولهم لوضع قريب من الإنسانية إلى غير ذلك من التهكم على نمط العيش و اللهجات في تلك الربوع من الوطن، شخصيا و بما أني عندي فكرة موسعة على عديد اللهجات التونسية، نأكدلكم أنو اللهجة اللي يحكيو بيها في المسلسلات ما يحكي بيها حد في تونس، المهم، و إذا ما كانش المسلسل هكة راهو يحكي بالتأكيد على فترة الإستعمار و لازم يلصقولك فيه عملية إغتصاب راجل لمرتو ليلة دخلتهم، إذن مكتوب خرج عن العادة هذي و ورانا جوانب أخرى من الجتمع التونسي و هذي حاجة تحسبلو، مثلا الوصولية، المخدرات، العلاقات خارج إطار الزوجية، العنصرية و إلخ، صحيح فما قساوات كيما منجي متاع الإبنوس و الموسيقى التصويرية الهيتشكوكية، أما يعدي روحو.

فتكم بالحديث، من أول الحاجات اللي تتعدى في تونس 7 هي البرنامج الديني المهدى من طرف راديو الزيتونة جعلها الماطري ذخرا للوطن،
البرنامج هذا يقدمو الشيخ التحفون المشفر، شخص كيما هذا لازمنا منو 10 في تونس باش يقضيوا على الوهابية النتنة اللي تنتشر في البلاد، أنا رغم قناعاتي الدينية المتناقضة معاه إلا أني نرى أنو عندو أسلوب جيد، ما يحكيش كان على الدين (الدڨازة و ضرابة الخفيف)، قاعد يفسر في حاجات أساسية في الدين الإسلامي اللي شطر التوانسة ما تعرفهاش، خاطر من أكثر الحاجات اللي تفددني هي الإنسان للي ما قاري حتى كتاب و ما يفهم من دينو شي و يجي يتمجدق عليك بأهمية الصلاة و الصوم و كيفاش حكمة ربو تتجلى في الوضوء اللي يمنّع الناس من أنفلونزا الخنازير، بإختصار، عباد كيما هكة مهمين برشة في بلادنا في الوقت الراهن.

برنامج رؤوف كوكة حتى هو زادة مستحب، طرف ثقافة في بحر من التفاهات ديما عندو تأثير، باهي برشة كي نعرفو أصول الكلام متاعنا و نبعدو شوية على الخرافات اللي تقول اللي حضارتنا هي حصريا إسلامية عربية، بالنسبة للباقي ما انجم نقول كان الشكارة و البحر، و تعملو مزية أخطاونا من هالخنار متاع التعليم العالي الحر، راهو بيعة فاشلة و ما يوصل لشي كان باش يستغناو جماعة الكرموس للإنتاج.

نكته على الطائر : ياخي في تونس 2050 اللي يتعدى على حنبعل، شبيهم ما جبدوش على الذكرى 73 للتحول المبارك؟

اليومة حكينا على التلفزة غدونا نحكيو على رمضان في الشارع و السوق

jeudi 20 août 2009

رمضان جاء يا مرحبا!

5 commentaires
هاهو سيدك رمضان جاء و مرحبا بيه، قالك شهر دين و تقوى و عبادة و هات من هاك اللاوي، أما أنا شخصيا عندي بعض المطالب الملحة للإخوان اللي يصيموا في رمضان أو يوريو في صيامهم :

ـ حكّوا كشُخكُم راكم عورتوا، الصيام ينتّن الكشخة، حتى ربكم قالها، معناها إذا كنت تحك سنّيك 3 مرات في النهار لازم تولي تحكّهم 6 مرّات توة، و إذا كنت كيما 90 % من التوانسة ما تسمع بفرشة الأسنان كان في الأعياد و العطل، تعمل مزية سكّر فمّك و ما تحكيش معايا، راني فديت كل نهار يصبح عليا واحد عينيا تضبب و نقشعر بكلي، زادة ها الحجة مالحيط و اللي تقول اللي بخرة صائم أطيب من ريح المسك، نذكركم أنو صاحب المقولة هذي هو رب الرمال لذا أنا مش معني بيها و نعتبر البخرة بخرة مهما كانت الظروف و الأسباب.

ـ حلّو عينيكم في الكياس، راهو موش خاطر طايحلكم السكر معناها تقصو علينا و تدخلو فينا و ما تحترموش قواعد الطريق و قيّد على سيدك رمضان، ماعندناش تأمين خاص برمضان ولا ميكانيسيان يصلح بلاش في رمضان.

ـ الخبز : راهو كي تبداو اتدزو في لعباد لربعة متاع لعشية باش تشريو الخبز و المغرب مع الستة ما ينجم يكون كان هبال، الخبز باش يبرد وقتها. حاجة أخرى، ما تشروش خبز ضاربو الهواء و الشمس نهار كامل، راهو مش باهيلكم.

ـ الخدمة و الإنتاجية، مانيش باش نحكي خاتر سينون باش نبدى نبكي و نغرّد

ـ الصلاة و الصيام : راهو كل واحد حر في حياتو : ما نصومش ولا ما نصليش حاجة تخصني وحدي، أنزعونا تعملو مزية.


أيا رمضانكم مبروك

samedi 15 août 2009

المنح الإلهية في طمس الضلالة الوهابي

5 commentaires
تدوينة اليوم طويلة و منقولة بالكامل، تتكون من جزئين، الأول رسالة من محمد عبد الوهاب و فيها توضيح لما يقوم عليه هذا المذهب و الثاني رسالة منتقاة من ألاف الإجابات على هذا الأراجوز. و من المبكي أن يتفشى هذا المذهب القذر في بلاد الأسلام السني الأصيل ألا و هو تونس.
قراءة ممتعة للجميع


******************
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له ؛ وأشهد : أن لا إلَه إلا ّ الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد : أن محمداً عبده ورسوله ؛ من يطع الله ورسوله، فقد رشد ؛ ومن يعص الله ورسوله، فقد غوى ؛ ولن يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئاً وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد : فقد قال الله تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [يوسف:180] وقال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) [آل عمران:31]

(ص84 ) وقال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) [الحشر:7] وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) [المائدة:3]فأخبر سبحانه أنه أكمل الدين، وأتمه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .

وأمرنا : بلزوم ما أنزل إلينا من ربنا، وترك البدع، والتفرق، والاختلاف، فقال تعالى : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ؛ قليلاً ما تذكرون) [الأعراف:3] وقال تعالى : ( أولياء ؛ قليلاً ما تذكرون ) وقال تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) [الأنعام:153]والرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر : بأن " أمته تأخذ مأخذ القرون قبلها، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع" وثبت في الصحيحين ،وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه "

قالوا : يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال : " فمن " ؟ وأخبر في الحديث الأخر : أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال ؟ " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".

إذا عرف هذا، فمعلوم : ما قد عمت به البلوى، من حوادث الأمور، التي أعظمها الإشراك بالله، والتوجه إلى

(ص85 ) الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات ، التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات ؛ وكذلك التقرب إليهم بالنذور، وذبح القربان، والاستغاثة بهم في كشف الشدائد، وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي تصلح إلا لله

وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله : كصرف جميعها، لأنه سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا، كما قال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين، إلا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار )[الزمر:2-3]

فأخبر سبحانه : أنه لا يرضى من الدين إلا ما كان خالصاً لوجهه ؛ وأخبر : أن المشركين يدعون الملائكة، والأنبياء والصالحين، ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا لهم عنده، وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب كفار ؛ فكذبهم في هذه الدعوى، وكفرهم، فقال : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) وقال تعالى : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ) [يونس:18]

فاخبر : أن من جعل بينه وبين الله وسائط، يسألهم الشفاعة، فقد عبدهم، وأشرك بهم، وذلك : أن

(ص86 ) الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى : ( قل لله الشفاعة جميعاً ) [الزمر:44]

فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، كما قال تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) [البقرة:255] وقال تعالى : ( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولاً) [طه:109] وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد، كما قال تعالى ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) [الأنبياء:28] وقال تعالى : ( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) [سبأ:22-23] فالشفاعة : حق، ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله تعالى، كما قال تعالى ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) [الجن:18] وقال : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ) [يونس:106] فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه، لا يشفع إلا بإذن الله، لا يشفع ابتداء، بل :" يأتي فيخر ساجداً فيحمده بمحامد يعلمه إياها، ثم يقال : ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، ثم يحد له حداً فيدخلهم الجنة " فكيف بغيره من الأنبياء، والأولياء ؟!

وهذا الذي ذكرناه : لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح، من الصحابة

(ص87 ) والتابعين، والأئمة الأربعة، وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على منهجهم .

وأما : ما صدر من سؤال الأنبياء، والأولياء، الشفاعة بعد موتهم، وتعظيم قبورهم، ببناء القباب عليها والسرج، والصلاة عندها، واتخاذها أعياداً، وجعل السدنة، والنذور لها، فكل ذلك : من حوادث الأمور، التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منها، كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا تقوم الساعة، حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان " .

وهو صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد، أعظم حماية، وسد كل طريق يوصل إلى الشرك، فنهى : أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه، كما ثبت في صحيح مسلم، من حديث جابر، وثبت فيه أيضاً : أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمره : أن لا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه، ولا تمثالاً إلا طمسه ؛ ولهذا قال غير واحد من العلماء : يجب هدم القبب المبنية على القبور، لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم

فهذا : هو الذي أوجب الاختلاف، بيننا وبين الناس، حتى آل بهم الأمر، إلى أن كفرونا، وقاتلونا، واستحلوا دماءنا، وأموالنا، حتى نصرنا الله عليهم، وظفرنا بهم، وهو الذي ندعوا الناس إليه، ونقاتلهم عليه، بعدما نقيم عليهم الحجة، من كتاب الله وسنة رسوله ،وإجماع السلف

(ص88) الصالح ، من الأئمة ، ممتثلين لقوله سبحانه وتعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) [الأنفال:39] فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان، قاتلناه بالسيف والسنان، كما قال تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ) [الحديد:25].

وندعوا الناس : إلى إقام الصلاة في الجماعات، على الوجه المشروع، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج بيت الله الحرام، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كما قال تعالى : ( الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) [الحج:41]

فهذا : هو الذي نعتقد، وندين الله به، فمن عمل بذلك، فهو أخونا المسلم، له ما لنا، وعليه ما علينا .

ونعتقد أيضاً : أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتبعين لسنته، لا تجتمع على ضلالة، وأنه : لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك، وصلى الله على محمد .
*******************



ردّ الشيخ عمر المحجوب


---------------------------------------------------------
{ربنا افتَحْ بيننا وبينَ قومِنا بالحَقِّ وأنتَ خيرُ الفاتحين}، {ربنا لا تجعلنا فتنةً للقومِ الظالمين. ونجِّنا برحمتِكَ من القومِ الكافرين}، {يا أيُّها الذينَ آمنوا عليكُم أنفُسَكُم لا يضُرُّكُم من ضَلَّ إذا اهتَدَيتُم إلى الله مرجِعُكُم جميعًا فيُنَبِّئُكم بما كنتم تعملون}، {يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تُحِلّوا شعائر اللهِ ولا الشهرَ الحرامَ ولا الهَدْيَ ولا القلائِدَ ولا آمِّينَ البيتَ الحرامَ يبتغونَ فضلاً مِن ربِّهم ورِضوانًا وإذا حَلَلْتُم فاصطادوا ولا يَجْرِمَنَّكُم شَنَآنُ قومٍ أن صَدُّوكُمْ عنِ المسجدِ الحرامِ أن تعتدوا وتعاونوا على البِرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعُدوان} .

أما بعد هذه الفاتحة التي طلعت في سماء المفاتحة، فإنك راسلتنا تزعمُ أنك القائم بنصرة الدين، وأنك تدعو على بصيرة لما دعا إليه سيد الأولين والآخرين، وتحثُّ على الاقتفاء والإتباع، وتنهى عن الفرقة والابتداع، وأشرت في كتابك إلى النهي عن الفرقة واختلاف العباد، فأصبحت كما قال الله تعالى: {ومِنَ الناسِ مَن يُعجبُكَ قولُهُ في الحياةِ الدنيا ويُشهِد الله على ما في قلبهِ وهو ألدُّ الخِصام. وإذا تولَّى سعى في الأرض ليُفسِدَ فيها ويُهلِكَ الحرْثَ والنسلَ واللهُ لا يحبُّ الفساد}.
وقد زعمت أن الناس قد ابتدعوا في الإسلام أمورًا، وأشركوا بالله من الأموات جمهورًا في توسلهم بمشاهد الأولياء عند الأزمات، وتشفعهم بهم في قضاء الحاجات، ونذر النذور إليهم والقربات، وغير ذلك من أنواع العبادات، وأن ذلك كله إشراك برب الأرضين والسموات، وكفر قد استحللتم به القتال وانتهاك الحرمات، ولعمر الله إنك قد ضللت وأضللت، وركبت مراكب الطغيان بما استحللت، وشنّعت وهوّلت، وعلى تكفير السلف والخلف عوَّلت، وها نحن نحاكمك إلى كتاب الله المحكم، وإلى السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما ما أقدمت عليه من قتال أهل الإسلام، وإخافة أهل البلد الحرام، والتسلط على المعتصمين بكلمتي الشهادة، وأدمتم إضرام الحرب بين المسلمين وإيقاده، فقد اشتريتم في ذلك حُطام الدنيا بالآخرة، ووقعتم بذلك في الكبائر المتكاثرة، وفرقتم كلمة المسلمين، وخلعتم من أعناقكم ربقة الطاعة والدين، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيَّنوا ولا تقُولوا لمن ألقى إليكم السلامَ لستَ مؤمنًا تَبْتَغونَ عَرَضَ الحياةِ الدُّنيا فعِندَ اللهِ مغانِمُ كثيرةٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: "أُمرتُ أنا أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله – أي ومحمد رسول الله - فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله".
وحيث كنت لكتاب الله معتمدًا، ولعماد سنته مستندًا، فكيف بعد هذا – ويحك - تستحلُّ دماء أقوام بهذه الكلمة ناطقون، وبرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون، ولدعائم الإسلام يُقيمون، ولحوزة الإسلام يحمون، ولعبدة الأصنام يقاتلون، وعلى التوحيد يناضلون، وكيف قذفتم أنفسكم في مهواة الإلحاد، ووقعتم في شق العصا والسعي في الأرض بالفساد؟.
وأما ما تأوَّلته من تكفيرهم بزيارة الأولياء والصالحين، وجعلهم وسائط بينهم وبين رب العالمين، وزعمت أن ذلك شنشنةُ الجاهلية الماضين، فنقول لكم في جوابه: معاذ الله أن يعبد مسلم تلك المشاهد، وأن يأتي إليها معظمًا تعظيم العابد، وأن يخضع لها خضوع الجاهلية للأصنام، وأن يعبدها بسجود أو ركوع أو صيام، ولو وقع ذلك من جاهل لانتهض إليه ولاة الأمر والعظماء، وأنكره العارفون والعلماء، وأوضحوا للجاهل المنهج القويم، وهدوه الصراط المستقيم.

وأما ما جنحت إليه وعوَّلت في التفكير عليه، من التوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على العدى، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات، التي لا يقدر عليها إلا رب الأرضين والسموات، إلى آخر ما ذكرتم، موقدًا به نيران الفرقة والشتات، فقد أخطأت فيه خطأ مبينًا، وابتغيت فيه غير الإسلام دينًا، فإن التوسل بالمخلوق مشروع، ووارد في السنة القويمة ليس بمحظور ولا ممنوع، ومشارع الحديث الشريف بذلك مفعمة، وأدلته كثيرة محكمة، تضيق المهارق عن استقصائها، ويكلّ اليراع إذا كُلف بإحصائها، ويكفي منها توسل الصحابة والتابعين، في خلافة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، واستسقاؤهم عام الرمادة بالعباس، واستدفاعهم به الجدب والباس، وذلك أن الأرض أجدبت في زمن عمر رضي الله عنه، وكانت الريح تذرو ترابا كالرماد لشدة الجدب، فسميت عام الرمادة لذلك، فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس بن عبد المطلب يستسقي للناس، فأخذ بضبْعَيْهِ وأشخصه قائما بين يديه وقال: اللهم إنّا نتقرب إليك بعم نبيك، فإنك تقول وقولك الحق: {وأمَّا الجِدارُ فكانَ لغُلامَينِ يتيمَيْنِ في المدينةِ وكانَ تحتهُ كنزٌ لهما وكانَ أبوهُما صالحًا}، فحفظتهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللهم نبيك في عمه فقد دنونا به إليك مستغفرين، ثم أقبل على الناس وقال: استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، والعباس عيناه تنضحان يقول: اللهم أنت الراعي لا تُهمِلِ الضالةَ ولا تدعِ الكسير بدار مَضْيَعة، فقد ضرع الصغير ورقّ الكبير وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا، إنه لا يبأس من رَوْحك إلا القوم الكافرون، اللهم فأغثهم بغياثك فقد تقرَّب القومُ إليك بمكانتي من نبيك عليه السلام، فنشأت سحابة ثم تراكمت، وماسَتْ فيها ريح ثم هزّت، ودرَّت بغيثٍ واكفٍ، وعاد الناس يتمسحون بردائه ويقولون له: هنيئًا لك ساقيَ الحرمين.
فأخبرني –يا أخ العرب- هل تكفّر بهذا التوسل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، وتكفر معه سائر من حضر من الصحابة والتابعين، لكونهم جعلوا بينهم وبين الله واسطة من الناس، وتشفّعوا إليه بالعباس، وهل أشركوا بهذا الصنيع مع الله غيره، وما منهم إلا من أنهضته للدين القويم غيرة. كلا والله، وأقسم بالله وتالله، بل مكفّرهم هو الكافر، والحائد عن سبيلهم هو المنافق الفاجر، وهم أهدى سبيلاً، وأقوم قيلاً، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "اقتدوا بمن بعدي: أبي بكر وعمر".
وإذا قدحت في هذا الجمع من الصحابة الذين منهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهما فمن أين وصل لك هذا الدين، ومن رواه لك مبلغًا عن سيد المرسلين؟ ثم ما تصنع يا هذا في الحديث الآخر الذي رواه مسلم في صحيحه مرفوعًا للنبي صلى الله عليه وسلم في أويس، وأنه أخبر به عليه الصلاة والسلام وهو من أعلام النبوءة، وأمر عمر بطلب الاستغفار منه، وأنه طلب منه ذلك واستغفر له، وقد قال الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام: {يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنَّا كُنَّا خاطِئين}.
فالزائر للأولياء والصالحين إما أن يدعو الله لحاجته، ويتوسل بسرّ ذلك الولي في إنجاح بُغيته، كفعل عمر في الاستسقاء، أو يستمدَّ من المزور الشفاعة له وإمداده بالدعاء كما في حديث أويس القرني، إذ الأولياء والعلماء كالشهداء أحياء في قبورهم، إنما انتقلوا من دار الفناء إلى دار البقاء.
فأيُّ حرج بعد هذا يا أيها القائم للدين، في زيارة الأولياء والصالحين؟ وأي منكر تقوم بتغييره، وتقتحم شقّ العصا وإضرام سعيره؟ ولعلك من المبتدعة الذين ينكرون أنواعًا كثيرة من الشفاعة، ولا يثبتونها إلا لأهل الطاعة، كما أنه يلوح من كتابك إنكار كرامات الأولياء، وعدم نفع الدعاء، وكلها عقائد عن السنة زائغة، وعن الطريق المستقيم رائغة.
وقولكم إن ما قلتموه لا يخالف فيه أحد من المسلمين، افتراء ومين، وإلحاد في الدين، لأن أهل السنة والجماعة يثبتون لغير الأنبياء الشفاعة، كالعلماء والصلحاء وآحاد المؤمنين، فمنهم من يشفع للقبيلة ومنه من يشفع للفئام من الناس كما ورد أيضًا أن أويسًا القرني يشفع في مثل ربيعة ومضر.
وأما المعتزلة فإنهم منعوا شفاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم وأثبتوا الشفاعة العظمى من هول الموقف، والشفاعة للمؤمنين المطيعين أو التائبين في رفع الدرجات، ولم يثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر الذين لم يتوبوا في النجاة من النار بناء على مذهبهم الفاسد من التكفير بالذنوب، وأنه يجب عليها التعذيب.

وأما ما جنحت إليه من هدم ما بُنيَ على مشاهد الأولياء من القباب، من غير تفرقة بين العامر والخراب، فهي الداهية الدهياء والعظيمة العظمى من الظلم التي أضلك الله فيها على علم: {ومَنْ أظلمُ مِمَّن منَعَ مساجِدَ اللهِ أن يُذْكَرَ فيها اسمُهُ وسعى في خرابِها أولئِكَ ما كانَ لهم أن يدخُلوها إلا خائِفينَ لهُمْ في الدنيا خِزْيٌ ولهُم في الآخرةِ عذابٌ عظيمٌ}. وكأنك سمعت في بعض المحاضر بعض الأحاديث الواردة في النهي عن البناء على المقابر، فتلقَّفْته مجملاً من غير بيان، وأخذته جُزافًا من غير مكيال ولا ميزان، وجعلت ذلك وليجةً إلى ما تقلدته من العسف والطغيان، في هدم ما على قبور الأولياء والعلماء من البنيان. ولو فاوضت الأئمة، واستهديت هداة الأمة، الذين خاضوا من الشريعة لُججها، واقتحموا ثَبَجها، وعالجوا غِمارها، وركبوا تيارها، لأخبروك أن محلّ ذلك الزجر، ومطلع ذلك الفجر، في البناء في مقابر المسلمين المعدّة لدفن عامّتهم لا على التعيين، لِما فيه من التحجير على بقية المستحقين، ونبش عظام المسلمين.
وأما ما يبنيه المسلمون في أملاكهم المملوكة لهم، ليصلوا بمن يُدفن هناك حبلهم، فلا حرج يلحقهم، ولا حرمة ترهقهم. فكما لا تحجير عليهم في بناء أملاكهم دُورًا أو حوانيت أو مساجد، كذلك لا حرج عليهم في جعلها قبابًا أو مقامات أو مشاهد.
ثم ليتك إذ تلقفت ذلك منهم، ووعيته عنهم، أن تعيد عليهم السؤال، وتشرح لهم نازلة الحال، وهل يجوز بعد النزول والوقوع، هدم ما بُني على الوجه الممنوع، وهل هذا التخريب محظور أو مشروع. فإذا أجابوك أنه من معارك الأنظار، ومحل اختلاف العلماء والنُّظار، وأن منهم من يقول بإبقائه على حاله، رعيا للحائز في إتلاف ماله، وأن له شبهة في الجملة تحميه، وفي ذلك البناء منفعة للزائر تقيه. ومنهم من شدد النكير، وأبى إلا الهدم والتغيير.
فإذا تحقق عندك هذا، فكيف تقدم هذا الإقدام وتخوض مزالق الأقدام، وتطلق العنان في هدم كل مقام، من غير مراعاة في الدين ولا ذمام. فإذا انفتحت لك هذه الأبواب، نظرت بنظر آخر ليس فيه ارتياب، وهو أن المنكر الذي اقتضى نظرُك تغييره، ليس متفقًا عليه عند أهل البصيرة، وأنه من مدارك الاجتهاد، وقد سقط عنك القيام فيه والانتقاد.

ثم بعد الوصول إلى هذا المقام، أعد نظرًا في إيقاد نار الحرب بين أهل الإسلام، واستباحة المسجد الحرام، وإخافة أهل الحرمين الشريفين، والاستهوان لإصابة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فسيتضح لك أنك غيَّرت المنكر في زعمك، وبحسب اعتقادك وفهمك، وأتيت بجمل كثيرة من المناكر، وطائفة عديدة من الكبائر، آذيت بها نفسك والمسلمين، وابتغيت بها غير سبيل المؤمنين، وتعرضت بها لإذاية الأولياء والصالحين، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري والإمام، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قال من عادى لي وليًّا فقد آذنني بحرب"، فكفى بالتعرض لحرب الله خطرًا، وقذفًا في العطب وضررًا.

وأما إنكار زيارة القبور، فأي حرج فيها أو محظور، وأي ذميمة تطرقها أو تعروها، مع ثبوت حديث: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"، فإن هذا الحديث ناسخ لما ورد من النهي عن زيارتها، وماحٍ لما في أول الإسلام من حماية الأمة من أسباب ضلالتها، لقرب عهدها بجاهليتها، وعبادة أصنامها وآلهتها. وكيف تمنع من زيارتها والنبي صلى الله عليه وسلم قد شرعها، وسامَ رياضها وأربعها، فقد ثبت في حديث عائشة أم المؤمنين أنه صلى الله عليه وسلم زار بقيع الغرقد واستغفر فيه لموتى المسلمين، وثبت أيضًا أنه زار قبر أمه آمنة بنت وهب واستغفر لها. وأخذ بذلك الصحابة والتابعون، ودرج عليه العلماء والسلف الماضون، فقد ثبت في الأحاديث المروية عن أئمة الهدى ونجوم الاقتداء، أن فاطمة سيدة نساء العالمين زارت عمها سيد الشهداء، وذهبت من المدينة إلى جبل أحد، ولم ينكر من الصحابة أحد، وهم إذ ذاك بالمدينة متآمرون، وعلى إقامة الدين متناصرون. أفنجعل هؤلاء أيضًا مبتدعين، وأنهم سكتوا عن الابتداع في الدين؟ كلا والله، بل يجب علينا إتباعهم، ومن أدلة الشريعة إجماعهم.
وقد مضت على ذلك العلماء في جميع الأقطار، وانتدبوا بأنفسهم للاستمداد من قبور الصلحاء وقضاء الأوطار، ودونوا ذلك في كتبهم ومؤلفاتهم، وسطروه في دواوينهم وتعليقاتهم، وقسموا الزيارة إلى أقسام، وأوضحوا ما تلخص لديهم بالأدلة الشرعية من الأحكام. وذلك أن الزيارة إن كانت للاتعاظ والاعتبار، فلا فرق في جوازها بين قبور المسلمين والكفار، وإن كانت للترحم والاستغفار من الزائر، فلا منع فيها إلا في حق الكافر، فإن الشريعة أخبرت بعدم غفران كفره وعليه حملوا قوله تعالى: {ولا تُصَلِّ على أحدٍ منهُم ماتَ أبدًا ولا تَقُمْ على قبرهِ}. وإن كانت الزيارة لاستمداد الزائر من المزور، وتوخي المكان الذي فضله مشهور، والدعاء عند قبره لأمر من الأمور، فلا حرج فيها ولا محظور، بل هو مندوب إليه، ومرغّب فيه، وإنه مما تشد المطي إليه، ومن خالف في هذا الحكم سبيل جمهورهم، واتبع من الشبهات مخالف منشورهم، فقد شدد العلماء في النكير عليه، وسددوا سهام النقد إليه، وأشرعوا نحوه رماح التضليل، وأرهفوا له سيوف التجهيل، واتفقت كلمتهم على بدعته في الاعتقاد، وثنوا إليه عنان الانتقاد، ومن يُضلل الله فما له من هاد.
وأما النهي الوارد في شد المطي لغير المساجد الثلاثة فإنما هو بالنسبة لنذر الصلاة فيها، فإنه لا يختلف ثواب الصلاة لديها.
وأما المزارات فتختلف في التصريف مقاماتها، وتتفاوت في ذلك كراماتها، وذلك لسرّ في الاستمداد والإمداد لا تطلع عليه، وضُرب بسور له باب بينك وبين الوصول إليه، وقد أوضح ذلك حجة الإسلام، ومن شهد له بالصديقية العلماء والأولياء العظام.
وأما إدماجكم لقبور الأنبياء في أثناء النكير، والتضليل لزائرها والتكفير، فهو الذي أحفظ عليكم الصدور، وأترع حياض الكراهة والنفور، وسدد إليكم سهام الاعتراض، وأوقد شُواظ البغض والارتماض.

فقل لي – يا أخا العرب- هل قمت لنصرة الدين أم لنقض عراه، وهل أنت مصدق بالوحي لنبيه أو قائل: إن هو إلا إفك افتراه؟ وما تصنع بعد اللتيَّا والتي، في حديث "من زار قبري وجبت له شفاعتي"؟ وأخبرني هل تضلل سليمان بن داود في بنائه على قبر الخليل ومن معه من أنبياء بني إسرائيل؟ وما تقول –ويحك- في الحديث الذي رواه جهابذة الرواة، وصححه المحدثون الثقات، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لما أسري بي إلى بيت المقدس، مرّ بي جبريل على قبر إبراهيم عليهما السلام، فقال لي انزل فصلّ هنا ركعتين، فإن ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام". وعنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر أنه قال: "من لم تُمكنْه زيارتي فليزُر قبر إبراهيم الخليل عليه السلام". فأين تذهب بعد هذا يا هذا؟ وهل تجد لنفسك مدخلاً أو معاذًا؟ وهل أبقيت بعد تضليل جميع الأنبياء ملاذًا؟ {ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذْ هَدَيْتنا وهبْ لنا من لدُنكَ رحمةً إنكَ أنتَ الوهاب}.

وأما تلميحكم للأحاديث التي تتلقفونها، ولا تحسنونها ولا تعرفونها، فهِمْتُم بسبب ذلك في أودية الضلالة، ولم تشيموا بها إلا بُرُوق الجهالة، وسلكتم شِعابها من غير خبير، ونحوتم أبوابها بلا تدبر ولا تدبير، فإن حديث: "لا تتخذوا قبري مسجدًا"، محمله عند البخاري على جعله للصلاة متعبدًا، حفظًا للتوحيد، وحماية للجاهل من العبيد، لأن المصلي للقبلة يصير كأنه مصلٍّ إليه، فحمى صلى الله عليه وسلم حمى ذلك من الوقوع فيه. وأما قصده للزيارة والاستشفاع والاستمداد ببركته والانتفاع، وقصد المسلمين إياه من سائر البقاع، فما يسعنا إلا الإتباع.
وكذلك ما لوَّحْتَ به إلى شدّ الرحال، فإنك أخطأت في الاستشهاد به في نازلة الحال، وذلك أن الحصر في المساجد، دون سائر المشاهد.
وكذلك ما لمحت إليه من حديث تعظيم القبر بإسراجه، فإنك أخطأت فيه واضح منهاجه، مع بهرجة نقده في رواجه، ومحمله – على فرض صحته- على فعل ذلك للتعظيم المجرد عن الانتفاع للزائرين، أما إذا كان القصد به انتفاع اللائذين والمقيمين، فهو جائز بلا مين.
وأما ما تدَّعونه من ذبح الذبائح والنذور، وتبالغون في شأنها التغيير والتنكير، وتصف ألسنتكم الكذب، وتثيرون في شأنها الهرج والشغب، فكون الذبائح المذكورة مما أهِلَّ به لغير الله مكابرةٌ للعيان، وقذفٌ بالإفك والبهتان، فإنا بلونا أحوال أولئك الناذرين، فلم نر أحدًا منهم يسمي عند ذبحها اسم ولي من الصالحين، ولا يلطخ الضرائح بدم تلك الذبائح، ولا يأتون بفعل من الأفعال، الحاكمة على تحريم الذبيحة والإهلال.
وأما نذرها لتلكم المزارات، فليس على أنها من باب الديانات، ولا أن من لم يفعل ذلك يكون ناقص الدين في العادات، وإنما يقصدون بذلك مقاصد الرُّقى والنشر، والانتفاع في الدنيا بسر في التصدق بها استتر، ولم يدر منها إلا ما اشتهر.
والواجب علينا وعليكم الرجوع في حكم نذرها إلى العلماء الأعلام، المتضلعين من دراية الأحكام، المقيمين لقسطاسها، المسرجين لنبراسها، الناقبين على أساسها، ومن لديهم محك عسجدها ونحاسها.

فإن كنتم للحق تقيمون، ومن مخالفة الشريعة تتجرمون {فسألوا أهلَ الذِّكرِ إن كنتم لا تعلمون}، {ولا تَقْعُدوا بكُلِّ صِراطٍ توعدون}، فإنهم يهدونكم السبيل، ويفتونكم في هذه المسألة بالتفصيل، وأن هذا الناذر إن نذر تلك الذبائح للولي المعيّن بلفظ الهدي والبدنة، فقد جاء بالسيئة مكان الحسنة، ولكن ما رأينا من خلعَ في هذا المحظور رسَنَه، ولا من اهتصَرَ فَتَنه، وإن نذر تلك الذبائح لمحل الزيارة، بغير هاته العبارة، وكان من الذبائح التي تقبل أن تكون هديًا، فهل يلزمه أن يسعى به لذلك المزار سعيًا، أو لا يلزمه إلا التصدق به في موضعه رعيًا، خلاف في مذهب مالك شهير، قرره النحارير. وإن كان ذلك النذر مما لا يصح إهداؤه، فالقاصد للفقراء الملازمين بمحل الشيخ يلزمه بعثه وإنهاؤه، والقاصد للولي في نذره وتشرعه، لا يلزمه إلا التصدق به في موضعه.
وإذا اتضح لديك الحال، فأي داعية للحرب والقتال؟ وهل يتميز المشروع من هذه الصور بالمحظور، إلا بالنيات التي لا يعلمها إلا العالم بما في الصدور؟ والله إنما كلفنا بالظاهر، ووكل إليه أمر السرائر. ولم يقيّض بالخواطر نقيبًا، ولا جعل عليها مهيمنًا من الولاة ولا رقيبًا.

وإذا التزمت سدَّ الذريعة بالمنع من المشروع، خوفًا من الوقوع في الممنوع، فالتزم هذا الالتزام، في سائر العبادات الواقعة في الإسلام، التي لا تفرقة فيها بين المسلم والكافر، إلا بما انطوت عليه الضمائر. فإن المصلي في المسجد يحتمل أن يقصد عبادة الحجارة، بمثل ما احتمل صاحب الذبائح والزيارة، والصائم يحتمل أن يقصد بصومه تصحيح المزاج، أو المداواة والعلاج، والمزكي يحتمل أن يقصد مقصدًا دنيويًا، أو معبودًا جاهليًا، والمُحرِم بحج أو عمرة، يحتمل أن ينوي ما يوجب كفره.
وإذا وصلت إلى هذا الالتزام، نقضت سائر دعائم الإسلام، والتبس أهل الكفر بأهل الإيمان، وأفضى الحال إلى هدم جميع الأركان، واستبيحت دماء جميع المسلمين، وهدمت صلواتهم ومساجدهم وصوامعهم أجمعين.

فانظر أيها الإنسان، ما هذا الهذيان، وكيف لعب بك الشيطان، وماذا أوقعك فيه من الخسران. فارجع عن هذا الضلال المبين، وقل ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.

وأما ما جلبتم من الأحاديث الواردة في تغيير النبي صلى الله عليه وسلم للقبور، وأنه أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بطمسها وتسويتها، فقد أخطأتم الطريق في فهمها، ولم يأتِكم نبأ علمها، ولو سألتم عن ذلك ذويه، لأخبروكم بأن محمله طمس ما كانت الجاهلية عليه، وكانت عادتهم إذا مات عظيم من عظمائهم، بنوا على قبره بناء كأطمٍ من آطامهم، مباهاة وفخرًا، وتعاظمًا وكبرًا، فبعث صلى الله عليه وسلم من يمحو من الجاهلية آثارها، ويطمس مباهاتها وفخارها، وإلا فلو كان كما ذكرتم، لكان حكم التسنيم كحكم ما أنكرتم.
وإذا استبان لكم واتضح لديكم، انقلبت الحجة التي أتيتم بها عليكم، وكيف تجعلون تلك الأحاديث حجة قاضية على وجوب كون القبور ضاحية، والفرق ظاهر بين البناء على القبور، وحفر القبور تحت البناء، فالأول من فعل الجاهلية الوارد فيه ما ورد، والثاني هو الذي يعوزكم فيه المستند، ولا يوافقكم على تعميم النهي أحد.

وأما ما نزعتم إليه من التهديد، وقرعتم فيه بآيات الحديد، وذكرتم "أن من لم يُجِب بالحجة والبيان، دعوناه بالسيف والسنان"، فاعلم يا هذا أننا لسنا ممن يعبد الله على حرف، ولا ممن يفرُّ عن نصرة دينه من الزحف، ولا ممن يظن بربه الظنون، أو يتزحزح عن الوثوق بقوله تعالى: {فإذا جاءَ أجلُهُم لا يَسْتأخِرونَ ساعةً ولا يستقدِمون}، ولا ممن يميل عن الاعتصام بالله سرًا وعلنًا، أو يشك في قوله تعالى: {قُل لن يُصيبَنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا}، وما بنا من وهن ولا فشل، ولا ضعف في النكاية ولا كسل، ننتصر للدين ونحمي حماه، وما النصر إلا من عند الله.

وأما ما جال في نفوسكم، ودار في رؤوسكم، وامتدت إليه يد الطمع، وسوَّلته الأماني والخدع، من أنكم من الفئة الذين هم ومن حالفهم، لا يضرهم من خالفهم، وأنكم من الطائفة الظاهرين على الحق، وأن هذه المناقب تساق إليكم وتَحقّ، فكلا وحاشا أن يكون لكم في هذه المناقب من نصيب، أو يصير لكم إرثها بفرض أو تعصيب، فإن هذا الحديث وإن كان واردًا صحيحًا، إلا أنكم لم تُوفّوا طريقه تنقيحًا، فإن في بعض رواياته "وهم بالمغرب" وهي تحجبكم عن هذه المناقب، وتبعدكم عنها بعد المشارق من المغارب.
فانفض يديك مما ليس إليك، ولا تمدَّنَّ عينيك إلى ما حرِّمت عليك، فإنكاح الثريا من سهيل، أمكن من هذا المستحيل.

أما أهل هذه الأصقاع والذين بأيديهم مقاليد هذه البقاع، فهم أجدر أن يكونوا من إخواننا، وتمتدُّ أيديهم إلى خِواننا، لصحة عقائدهم السنية، وإتباعهم سبيل الشريعة المحمدية، ونبذهم للابتداع في الدين، وانقيادهم للإجماع وسبيل المؤمنين.
وقد أنبأتنا في هذا الكتاب، وأعربت في طيّ الخطاب، عن عقائد المبتدعة، الزائغين عن السنة المتبعة، الراكبين مراكب الاعتساف، الراغبين عن جمع الكلمة والائتلاف، فالنصيحة النصيحة، أن تنزع لباس العقائد الفاسدة وتتسربل العقائد الصحيحة، وترجع إلى الله وتؤمن بلقاه، ولا تكفّر أحدًا بذنب اجتناه، فإن تبتم فهو خير لكم، وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله.
وزبدة الجواب وفذلكة الحساب، أنك إن قفوت يا أخا العرب نصحك، وأسَوْت بالتوبة جرحك، وأدملت بالإنابة قرحك، فمرحبًا بأخي الصَّلاح، وحيهلا بالمؤازر على الطاعة والنجاح، وجمع الكلمة والسماح، وإن أطلت في لُجّة الغواية سبْحَكَ، وشيدت في الفتنة صرحك، واختلتَ عارضًا رُمحك، فإن بني عمك فيهم رماح، وما منهم إلا من يتقلد الصفاح، ويجيل في الحرب فائز القِداح.

والله تعالى يسدد سهام الأمة الساعية فيما يحبه ويرضاه، ويُخمد ضرام الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله. والسلام. انتهى.

------------------------------------

dimanche 2 août 2009

مرسال خليفة في جربة

1 commentaires
مارسال، أميمة، رامي، أحمد، إيليا، مسلم، باسكال، تلك هي الأسماء التي أستحضر الآن، كلهم أطربو و أبدعو و سافرو بنا مدة ساعتين و نصف إلى عالم حر، جميل، ثائر و لطيف. لا تسعني الكلمات كي أعبر عن هذا الحفل الرائق، لذا سأكتفي بشكر كل من ساهم في هذا الحفل...
و إلى الجحيم يا مغنيي الرداءة و الفجاجة و الغباء و الإنحطاط و الإنبطاح...

منتصب القامة أمشي...