Libre-penseur, rationaliste et humaniste, je me définis comme un optimiste
qui a une grande foi en l'Homme et ses capacités à faire du bien, mais ne néglige pas
les dangers que peuvent générer tous les obscurantistes du monde entier...

vendredi 6 novembre 2009

التناقض بين أعلى هرم السلطة و أسفله: فاطمة و الحوض المنجمي نموذجا

في نفس الفترة الزمنية التي أعلن فيها سيادة رئيس الجمهورية عن عفو شامل عن مساجين الحوض المنجمي، مجسما بذلك مطلبا شعبيا و أيضا أحد مطالب المعارضة في الإنتخابات، في نفس الفترة التي جعلت هرم السلطة في تونس قريبا من شعبه، يقوم للأسف بعض الأشخاص من خلال مناصبهم أن يقوموا بأشياء لا يقبلها عقل ولا منطق! فمن جهة يتم إطلاق سراح مساجين قاموا "رسميا" بأعمال شغب، و من جهة أخرى يتم القبض على مدونة لم تدعوا يوما إلى القيام بأعمال عنف أو حاولت قلب النظام بالعنف. عندما نعرف أن رئيس الجمهورية قد قرر العفو عن المساجين، فإننا نفهم بصفة أتوماتيكية أن إيقاف فاطمة أرابيكا لم يكن مطلبا من أعلى السلطة، بل من أشخاص تدعي الإنتماء لنظام لكنها في نفس الوقت لا تتناغم حتى مع قرارته، فالبلاد بحاجة لكل مكوناتها كي تبدأ مرحلة جديدة من البناء مع الفترة الإنتخابية هذه. هذا هو موضع الداء في تونس، المحاولات الفاشلة للبعض للقيام بأعمال "بطولية" يبرزون بها مدى قربه للنظام لكنهم في نفس الوقت أبعد ما يكون عن ذلك، إجتهادات لم يطلبها منهم أحد و لن يطلبها منهم أحد. إذ طلب مني أن أحلل نتيجة هذا التصرف الطائش بإيقاف فاطمة و محاولة إلصاق "تهمة" الوقوف وراء مدونة زاد (وهي ليست بتهمة حقا)، فإني أرى نتيجة واحدة لهذه العملية : مزيد من الحذر من طرف زاد في التكتم على هويته و لم شمل جميع المدونين بمختلف أطيافهم و أفكارهم من أجل فكرة واحدة و شخص واحد، بل و أتصور أن العديد من المدونين الجدد سيظهرون فقط لأنهم لا يفهمون أسباب إيقاف فاطمة. أذكر في الماضي خطابا شهيرا للرئيس بن علي ينقد فيه الرشوة و عقلية الإشارة بالإصبع إلى صورته كإجابة بالنفي على أي مطلب لمواطن عادي، فأتسائل: أين أنتم من كل هذا يا مصنصرين و مهرسلين للمدونين و الصحافيين؟ هل تسائلتم يوما عن جدوى إيقاف ممثلين لأحزاب معترف بها في تونس؟ لماذا تقومون بكل هذا؟ ما مصلحتكم في القيام بأعمال لم تطلب منكم؟ كيف تتدعون الإنتماء للرئيس بن علي و تخالفون تعليماته و أوامره في نفس الوقت؟ و من من "خائن" للوطن و لسلطته التنفيذية؟ مالذي يدفعكم للقيام بهذا؟ هل هو حقا حب للوطن و خوف عليه أم محاولة فرض لتصور لا يشارككم فيه أحد للبلاد؟ هل تدافعون عن وطنكم أم عن مناصبكم؟ أفيقوا فقد ولى عهد هرسلة من ينقد النظام، و إني لمتأكد أن سيادة الرئيس لو علم بهذه القضية لقبل بها برحابة صدر، فالوحيد الذي يرفض النقد هو من لم يقدم يوما شيئا للبلاد، وهذا هو الفرق بين من يعشق بلاده و من يعشق نفسه، و هذا هو الفرق بين من ناضل من أجل بلاده و من ناضل لأجل منصبه... و لنا عودة للحديث غدا عن السابع من نوفمبر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

قبل ما تعلق على التدوينة تعمل مزية ترحّم على روح الشهداء و أشكر الثورة المباركة اللي خلاتك تنجم تكتب أش تحب منغير ما تبدى تتلفت وراك شكون قاعد يقرالك، تذكر زادة اللي كان أنا نسكت و إنت تسكت البلاد تعاود تدخل في حيط، لذا عبّر أختي/خويا بكل حرية و بكل مسؤولية