يوم الأحد الفارط، تم التصويت في سويسرا على قانون يمنع بناء المآذن و ذلك بنسبة 57%.
نتيجة الإستفتاء هذا خلفت دهشة كبيرة في أوروبا و فتحت المجال لنقاشات طويلة و عريضة في برشة دول و التيارات اليمينية المتطرفة إستغلت الفرصة لتمرير البعض من مقترحاتها العنصرية و الرجعية.
هذا الكل يستحق التحليل، لكن قبل كل شي نحاولو نبداو بجرد بعض المعطيات المحايدة على سويسرا والوضع متاع المسلمين فيها:
ـ سويسرا بلد لا ينتمي للإتحاد الأوروبي
ـ عدد السكان يبلغ 7 ملايين و 500 ألف نسمة
ـ عدد المسلمين تقريبا 450 ألف
ـ عدد المآذن أو الصوامع الجملي أربعة
ـ سويسرا كنفدرالية فيها برشة فروق "عرقية" و لغوية
المحور الأول اللي باش نحكيو عليه هو الأسباب ـ على غبائها ـ اللي تخلي السويسريين يصوتوا لمقترح كيما هذا؛ المحور الثاني هو بالطبيعة الحلول لتجاوز أزمات كيما هذي .
ـ سويسرا قبل كل شيئ دولة ماعندهاش تاريخ متاع هجرة كيما فرنسا و إلا بريطانيا، يعني المسلمين مازالو جدد في سويسرا، على سبيل المثال في فرنسا أول جامع تبنى عام 1928 الشي اللي مكّن من بناء إسلام فرنسي رغم نقائصو و التركيبة متاع المجتمع غير متجانسة، يعني محدش لو دعوة بالأخر، الشي اللي خلى الدولة هذي فيها أربع لغات رسمية
ـ سويسرا دولة لا تنتمي للإتحاد الأوروبي و هو ما "مكنها" من تمرير قانون كيما هذا؛ بلغة أخرى الإتحاد الأوروبي ما يسمحش لقوانين عنصرية كيما هذي باش تتطبق حتى لو تم التصويت عليها، في أي بلاصة في أوروبا عندك الحق تبني جامع بالصومعة متاعو رغم اللي ما عندكش الحق تقيم منو الآذان، حاجة منطقية إذا تحب تحترم جيرانك
ـ اليمين الشعبوي في سويسرا قوي برشة و تمكن من تقديم الإستفتاء هذا في شكل صدام بين الديانة المسيحية و الإسلام المتطرف، إستعمل برشة إيحائات منها إمرأة مسلمة منتقبة و منارات في شكل صواريخ تخترق العلم السويسري؛ و المعروف طبعا أهمية الدين المسيحي في أوروبا عكس ما يروج له بعض الدعاة الإسلاميين. هذا يرجعنا إلى ملاحظة قديمة كتبت عليها ألا و هي أنو اليمين يجلب عادة المتدينيين و الوطنيين و المتشددين بصفة عامة. تحريك الخوف في الشعوب و محاولة وضع فئات الشعب في صدام بين بعضها لعبة سياسية قديمة و أثبتت نتائجها في عديد المرات
نتيجة الإستفتاء هذا خلفت دهشة كبيرة في أوروبا و فتحت المجال لنقاشات طويلة و عريضة في برشة دول و التيارات اليمينية المتطرفة إستغلت الفرصة لتمرير البعض من مقترحاتها العنصرية و الرجعية.
هذا الكل يستحق التحليل، لكن قبل كل شي نحاولو نبداو بجرد بعض المعطيات المحايدة على سويسرا والوضع متاع المسلمين فيها:
ـ سويسرا بلد لا ينتمي للإتحاد الأوروبي
ـ عدد السكان يبلغ 7 ملايين و 500 ألف نسمة
ـ عدد المسلمين تقريبا 450 ألف
ـ عدد المآذن أو الصوامع الجملي أربعة
ـ سويسرا كنفدرالية فيها برشة فروق "عرقية" و لغوية
المحور الأول اللي باش نحكيو عليه هو الأسباب ـ على غبائها ـ اللي تخلي السويسريين يصوتوا لمقترح كيما هذا؛ المحور الثاني هو بالطبيعة الحلول لتجاوز أزمات كيما هذي .
ـ سويسرا قبل كل شيئ دولة ماعندهاش تاريخ متاع هجرة كيما فرنسا و إلا بريطانيا، يعني المسلمين مازالو جدد في سويسرا، على سبيل المثال في فرنسا أول جامع تبنى عام 1928 الشي اللي مكّن من بناء إسلام فرنسي رغم نقائصو و التركيبة متاع المجتمع غير متجانسة، يعني محدش لو دعوة بالأخر، الشي اللي خلى الدولة هذي فيها أربع لغات رسمية
ـ سويسرا دولة لا تنتمي للإتحاد الأوروبي و هو ما "مكنها" من تمرير قانون كيما هذا؛ بلغة أخرى الإتحاد الأوروبي ما يسمحش لقوانين عنصرية كيما هذي باش تتطبق حتى لو تم التصويت عليها، في أي بلاصة في أوروبا عندك الحق تبني جامع بالصومعة متاعو رغم اللي ما عندكش الحق تقيم منو الآذان، حاجة منطقية إذا تحب تحترم جيرانك
ـ اليمين الشعبوي في سويسرا قوي برشة و تمكن من تقديم الإستفتاء هذا في شكل صدام بين الديانة المسيحية و الإسلام المتطرف، إستعمل برشة إيحائات منها إمرأة مسلمة منتقبة و منارات في شكل صواريخ تخترق العلم السويسري؛ و المعروف طبعا أهمية الدين المسيحي في أوروبا عكس ما يروج له بعض الدعاة الإسلاميين. هذا يرجعنا إلى ملاحظة قديمة كتبت عليها ألا و هي أنو اليمين يجلب عادة المتدينيين و الوطنيين و المتشددين بصفة عامة. تحريك الخوف في الشعوب و محاولة وضع فئات الشعب في صدام بين بعضها لعبة سياسية قديمة و أثبتت نتائجها في عديد المرات
ـ تبقى الحجة الأقوى اللي رجّحت الكفة لمنع بناء المآذن (ركز معايا المآذن موش الجوامع) هي : هل سيقبل مسلمو سويسرا أن تبنى في بلدانهم الإسلامية كنائس و أن تدق فيها لاأجراس؟
شخصيا عمري ما شفت كمية مركزة من البهامة و التسطيك و المعلومات الغالطة في جملة واحدة؛ الشي اللي يخلي أي إنسان عاقل يثور : هل أن المسلم السويسري يجب أن يكون أصيل دولة إسلامية؟ ألا يوجد عدد كبير من السويسرين المسلمين اللذين و لدو في سويسرا و لم يعرفو دولة أخرى غيرها؟ ألا توجد دول "مسلمة" تبيح بناء الكنائس كتونس و المغرب و الفيليبين؟ هل يعقل أن يحاسب مسلم في سويسرا على خطأ يرتكبه مسلمو السعودية أو أفغانستان؟
الحجة الوحيدة اللي ممكن تكون مقنعة هي التالية : إذا كانت المآذن لن تستعمل للأذان بأوقات الصلاة، فما هو نفعها إذن؟ إن الدافع الأساسي هو إبراز وجود هذا الدين و هيمنته على "المنظر العام" و تكريس تقدمه في وقت تتراجع فيه الأديان الأخرى أو تحاول أن تعمل في صمت...
نتائج هذا لاإستفتاء قد تكون وخيمة؛ لن أتحدث عن حملات المقاطعة و أحلام إمام الحرمين و موت صاحب فكرة الإستفتاء بسبب خازوق في شكل صومعة؛ ولكن بالنسبة لمسلمي سويسرا الذين كانوا يعملون من أجل وحدة الصف في بلدهم، فعند الإحساس بالرفض من قبل الأخر قد ينساق البعض إلى مزيد من العنف أو الإنغلاق على الذات و هو منبع كل أنواع الإرهاب
تبقى الحلول لهذا المشكلة عديدة و متنوعة، لكنها تنقسم أساسا إلى محورين
ـ أولا العمل على تطوير الإسلام لجعله متماشيا مع العصر و خاصة القضاء على الفكرة متاع "الأسلام سيغزو العالم" و "يوما ما سنصبح كلنا مسلمين"، هذي أكثر حاجة تنجم تعمل إسلاموفوبيا في العالم، إذا إنسان يحب يحاربك مالبداية عادي جدا باش تكون فمة ردة فعل معادية و قاسية
ـ تطبيق القاعدة الإسلامية "الإسلام صالح لكل زمان و مكان" من خلال إتباع عادات و تقاليد البلدان اللي يعيشو فيها المسلمين، على سبيل المثال في فرنسا ما تلبسش الخمار و ما تاخوش أربعة نساء، محاولة فرض نموذج دخيل في بلدان حرة ما ينجم يكون كان سلبي، ماتركبش على بغلة في أمريكا زادة إتباعا للسلف الصالح
ـ المطالبة بترحيل طارق رمضان إلى السودان أو إلى أريتريا
هذا بالنسبة لإصلاحات المسلمين في العالم الغربي، بالنسبة للإصلاحات في العالم الإسلامي يمكن ذكر
ـ المطالبة برفع التضييقات على الحركات التبشيرية في العالم الإسلامي، موش منطقي حلال علينا حرام عليكم
ـ الإعتراف بحقوق الأقليات الدينية و اللادينية في العالم الإسلامي، موش معقول تكتب على بطاقة تعريف أردني أو مصري الدين متاعو، الدين حاجة شخصية و لا دخل للدولة فيها
ـ شجب و إستنكار كل العمليات الغبية اللي باش تقوم بيها البوكشطة، من حرق للشكلاطة السويسرية و تحطيم جماعي في الساحات العربية لساعات سواتش
ختاما نقول : الديموقراطية حاجة باهية برشة ساعة ساعة تفيق برشة عباد على أرواحها
ـ الإعتراف بحقوق الأقليات الدينية و اللادينية في العالم الإسلامي
RépondreSupprimerahawwa
ya kouya, c'est leur pays et ils sont souverains Bhaiem wa ella hllalef, c'est leur affaire. Respectons leurs choix.
RépondreSupprimerbravo la suisse a démontré que c'est un pays démocratique où la voix du peuple l'emporte. les pays arabes sont à 2 siècles de retard.
RépondreSupprimerولو أني ماكنت يوما من مناصري السكوت إلا أني أرى أن أحسن خدمة يستطيع مسلم غير مقيم في سويسرا أن يقدمها لإخوانه هناك هي ببساطة التزام الصمت و الكف عن التنبير
RépondreSupprimerأن أهل بيرن أدرى بشعابها .. ثم إني لا أرى موجبا لاتهام الأغلبية في سويسرا بالغباء أو ما شابه بل على العكس فالغباء فيمن يطالبهم بأن يكونوا ملكيين أكثر من الملك .. سياسيّوهم و نخبهم و مفكريهم و اعلامييهم كانوا دوما صريحين شجعانا غير منافقين
ومازالوا في الإستماع لما اسطلح عندنا ب"الشارع" (تحقيرا و تهميشا) يصغون للصغير قبل الكبير و يقيمون وزنا للمزاج العام .. و المزاج العام عندهم متخوف مذعور يشعر بتهديد لكيان أمتهم من طرف يعتبرونه دخيلا عليهم وذو سوابق ظلامية هزت أمنهم بل أمن العالم
هذا الإستفتاء كشف المستور وكسر نوعا من التابوهات عندهم و رفع الغشاوة عن موضوع حساس يهمس به السويسريون في الخفاء خشية أن يتهموا بالنازية و الفاشية و الفوبيا و غيرها من المصطلحات التي يتفنن كل من وضع عمامة على رأسه بإطلاقها لتهييج المشاعر والتحريض
نتيجة الإستفتاء لم تفاجئني و لم تأتي بجديد .. و لو استفتي الفرنسيون أو الأمريكيون في مثل هذه المسألة و أبعد منها لكان الرد مماثلا .. و لو تم استفتاء مجتمع ذو أغلبية مسلمة (وهو أمر مستحيل ليس لأننا أكثر ديمقراطية و حرصا على الحريات منهم بل لأن مسؤولينا لا يستطيعون) لو استفتي المسلمون وأنا منهم حول أي من الحقوق الدينية لغيرهم لكان الرد أدهى و أقسى و أظلم
كفانا نفاقا .. الآن اكتشفنا أن لنا إخوة مسلمين في سويسرا ? .. صراحة .. ماهو رأيك في نفس تلك الجحافل المهاجرة حين عودتها لقضاء العطلة الصيفية؟ هل تشعر حقا بانتمائك إليهم و انتمائهم إليك؟
ثم ألا تشعر أن الحملات التي أطلقها المسلمون خارج سويسرا لا تزيد إلا بلا على الطين ؟ و كأننا نعطي إنطباعا أن تلك الجاليات الكادّة مسنودة و لها لوبيات و ذات نبع و جذر و فرع .. و الحال أننا منفصلين تماما لا نتذكرهم إلا كل رأس شهر أو لزواج أبيض من ذويهم ؟
كفانا شعارات و لعب على الأوتار الحساسة ولنكن صريحين مع أنفسنا ولنكف عن اتهام الأخرين و العيب فينا
أخيرا إن مثل تلك الديمقراطيات لها القدرة على الإعتراف بأخطائها و الإعتذار و التصحيح .. الشعب يحكم عندهم و الأغلبية لها الحق دوما ولا وجود لمصطلحات عندهم ك "حاكم" و "شارع" .. و "راعي" و "قطعان" .. من لا يطيع هوى الشعب عندهم يطرد و ينزع والعكس عندنا
و لما يحين اليوم الذي تهب فيه نسائم حب للمسلمين على هوى الأغلبية في سويسرا فأنا على يقين أن مثل هذا القرار الجائر سيزول و يرمى و سيواصلون مسيرتهم الديمقراطية مرتكزين على حقهم لبشر في ارتكاب الحماقات من وقت لآخر
أما مسلموا أوروبا فعلهم أن يعملوا على تغيير القوالب الجاهرة التي شوهت صورتهم و صورتنا و قد آن الأوان أن يقطعوا الحبل السري مع البلدان الأم و أن يسهموا في ابتكار الحلول .. و لما لا مآذن جديدة الشكل و الدور كما فعل أسلافهم لما ربّعوها حين دخلوا افريقيا .. وزادوا تغييرا و اضافة و ابداعا في الأندلس و صقلية كلما أحسوا بالحاجة لذلك
شكرا لهذه التدوينة .. شكرا لتقبل هذه الإضافة بصدر رحب
أهديكم هذه المقالة بعنوان
RépondreSupprimerللمآذن رب يحميها
http://shayunbiqalbi.blogspot.com/2009/12/blog-post_12.html