Libre-penseur, rationaliste et humaniste, je me définis comme un optimiste
qui a une grande foi en l'Homme et ses capacités à faire du bien, mais ne néglige pas
les dangers que peuvent générer tous les obscurantistes du monde entier...

jeudi 18 juin 2009

يجيك الرافل يا غافل



حدثني أبو جيشون قال : في تاريخ بلادنا المجيد، المليئ بالغريب و الفريد، لم يكن علينا يوما أكثر من هذا هذا الظلم الشديد، حيث نحكم بالنار والحديد، بوليسنا مرثسي و عنيد، عمر قوادنا أكثر من مديد، لكنهم في التلفاز يقولون أنه عهد مجيد، و منهم من يقول أنه بعد عشرين سنة مازال جديد. في بلاد الأمن و الأمان، حيث يموت و لا يحيى هنا الإنسان، حيث البشر يقتله النسيان، يعيش حياته أوضع من الحيوان، لم يكن للمظلومين الحق في الكلام، نقد الخليفة كان أعظم الأثام، ليس أكبر منه من حرام، فحقوق الإنسان عندنا الأكل و المنام، أما البلاد فقد أكل نصفها اللئام، و أشترى الأخر البقية في أقل من عام، أما أهل البلاد ففي الطين نيام، فجاء وزيرها يوما بفكرة شياطين، و قال و الله إني مطبقها في الحين، فسأله أحد المستشارين، ما فحواها يا إبن لينين، هل سننزلق أكثر لليمين، أم كعادتنا سنتقرب للإسلاميين، فإن أغلب الشباب لمذهبهم متبعين، و حرب العراق و غزة لم تزد إلا بلة في الطين، فأصبحو للجهاد طالبين، و لتفجير أنفسهم راغبين، و كانو لدراستهم و أهلهم تاركين، فقاطعه الوزير بحركة من اليدين، و قال كفني من هذا الأنين، إني لجاعل أهل البلاد متصادمين، بعد أن أجعلهم في الرعب عائشين، في جحورهم مختبئين، باقين فيها لأبد الأبدين، و سأخرج فيها كالشعرة من العجين، فأنا لن أقوم إلا بتطبيق القوانين، و أجعل كل الشوارع فارغيين، و سسنزل فيها نزول المنتصرين، نطوف و نحيي دون خوف من المحتجين، فقال المستشارون في صوت وحيد، ما فكرتك يا صاحب الفكر السديد، فقال في زهو شديد، نافخا أوداجه كالشيطان المريد، إني فارض عليهم حصصا إجبارية من التجنيد، سأسوقهم في باڨاتي بالنار والحديد، و أزجهم فيها كالغنم و العبيد، و أفرض عليهم ضروبا من العذاب الشديد. وبينهم من كان دون شغل أعداد كبيرة، هكذا نتخلص من مطالبهم الكثيرة، فدون عمل كانت حياتهم حقيرة، يبقون في القهوة أكثر من المجيرة، فمنهم من كان يخطط للقيام بمسيرة، و منهم من كان يحوك لنا المؤامرات الشريرة، و حتا في الفيراج حابيين يعملو الڨيرة، و رغم عيون حنوشتنا الكثيرة، و أذانهم الخبيرة، إلا أن كثرتهم جعلتنا في حيرة، فعوض جمعهم حويرة حويرة، لنجمعهم كلهم تحت تصرف أيادي خبيرة. فالجيش التونسي لهؤلاء الشراذم هو الحل، تدخل له رجلا تخرج منه بغلْ، تبدى لابس صباط عجل، تصك صباح و ليل المقرونة الفل، تبدى تعوم و تغطس في الطبعة و الرمل، مبعد شهير تبدى تخمم في حبل. أما بالنسبة للمشتغلين، و لإقتصاد بلادهم دافعيين، و حتى لدى الحاكم مشتغليين، فإنا لهم لمبزلين (أعتذر عن الكلمة)، و لوالديهم عاصرين، و لشهرياتهم أخذين، و جاعلينهم على الحديدة لسنين، فنحن في نقودهم طامعين، و لسنا عن البلاد مدافعين، فمالنا نحن و المجندين، و أين نحن من صحاح الوطنيين، فمن كانو ل"عامهم" مكملين، لم يكونو لفنون الحرب متعلمين، و لم يصبحو أكثر تونسيين، فهم لم يعرفو فيه إلا البستنة و المرمة و التكربين، و لم يكونا يوما لسلاح حاملين، بل منهم من أصبحو لبلادهم كارهيين، فقد كانو لحبيباتهم و أهلهم تاركين، أو لعمل صعب المنال تاركين. صفق المستشارون طويلا، بل وقفو للوزير تبجيلا، لكن أحدهم لم يجد الكلام جميلا، و طلب منهم السكوت قليلا، ثم وقف و قال في صوت أراده ثقيلا :

"إذا كان هذا هو الحل هذه السنة، فما الحل السنوات القادمة؟"

...

الصمت المطلق

10 commentaires:

  1. المقامة الرافلية !!!!

    RépondreSupprimer
  2. الله غالب , كل يوم , كل ساعة , كل دقيقة , كل ثانية نبكي دم على بلادي و على حال الناس فيها.
    تونس العزيزة و الغالية يصير فيها كل هذا والله حرام
    علاه مش حرام عليهم و الله اكبر حرام.
    نكتب كلامي هذا و انا نبكي و نسمع في غناية
    كلمة حلوة و كلمتين حلوة يا بلدي
    اول حبي كان لبلدي مش ممكن انساه يا بلدي

    RépondreSupprimer
  3. سيبونا راكم خنقتونا............

    RépondreSupprimer
  4. الرافل تجلي لتوجه عام في تونس يهدف إلى خصي و إذلال و تمرميد و تطيح قدر و تشليك التونسي باش ما يحلش جلغتو مهما وقعلو...

    RépondreSupprimer

قبل ما تعلق على التدوينة تعمل مزية ترحّم على روح الشهداء و أشكر الثورة المباركة اللي خلاتك تنجم تكتب أش تحب منغير ما تبدى تتلفت وراك شكون قاعد يقرالك، تذكر زادة اللي كان أنا نسكت و إنت تسكت البلاد تعاود تدخل في حيط، لذا عبّر أختي/خويا بكل حرية و بكل مسؤولية